💫إلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ💫
والتي نتناول فيها: 💥 الوصايا العشر لنصرة النبي. 💥الكلام على بدعة الإحتفال بالمولد النبوي.
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد
من أعظم ما يفتخر به المسلم إيمانه ومحبته لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ومع أن المسلم يؤمن بالأنبياء جميعاً عليهم الصلاة والسلام, ولا يفرق بين أحد منهم إلا أنه يعتبر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خاتمهم، وأفضلهم، وسيدهم. وهو الذي يفتح به باب الجنة، وهو الطريق إلى هذه الأمة فلا يؤذن لأحد لدخول الجنة بعد بعثته إلا أن يكون من المؤمنين به عليه الصلاة والسلام.
ومما زادني شرفاً وتيها *** وكدت بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي *** وأن صيّرت أحمد لي نبيا
ماذا نقول أمام ما نشر من الرسوم المسيئة للنبي أعظم رجل وطأت قدماه الثرى، سيد ولد آدم أجمعين وهذه ليست المرة الأولى التي يسيئوا فيها للنبي كما قال تعالى: {أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ } [الذاريات:53]، وتناسى هؤلاء أن هذه الإساءات متعلقه بخاتم الأنبياء والمرسلين، الذي هو دعوة إبراهيم وبشرى عيسى، وأن من كفر بالنبي فقد كفر بجميع الأنبياء والمرسلين.
ونحن نعلم يقينا ونعتقد اعتقاد جازمًا لايقبل الشك أن من انتقصه أو قذفه أو حقر من شأنه أو آذاه بالقول أو الفعل فإن الله تعالى سينتقم منه عاجلًا أو آجلًا، قال تعالى: " إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا {الأحزاب:57}، وكذلك سيقطع الله دابره، ويقطع عنه الخير كما قال تعالى: "
إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ"، وما رسوم هؤلاء ولا أفلامهم القبيحة ولا مكرهم إلا كنبح الكلاب الذي لايضر السحاب قال تعالى: "وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ"، أما النبي فسيبقى ذكره، وكثرة أتباعه.
ألم تر أن الله خلَّد ذكره *** إذ قال في الخمس المؤذن: أشهد
وشقّ له من اسمه ليجله *** فذو العرش محمود وهذا محمد
ونقول ما السبب في كثرة تعديهم على النبي، واستهزائهم بالإسلام واضطهادهم المسلمين والنظر إلينا بانتقاص وعدم مبالاة؟، وذلك حتى نشخص المرض فنصف العلاج.
الجواب: نحن السبب، وذلك بترك اتباعنا لسنة النبي، وهجر هديه، واستبدلنا ذلك بالتأسي بهم في شئون الحياة في الطعام والشراب واللباس والأخلاق، والنظر إليهم أنهم أهل للتقدم والحضارة والرقي والعلو، فحالنا يدمي القلب، لذا تجرأوا علينا، فقال عمر : لقد كنا أذلاء فأعزنا الله بالإسلام، فإذا إبتغينا العزة بغيره ِأذلنا الله.
ودواء هذا المرض لن يكون بهتافات وحزن لمدة يوم أو أسبوع أو شهر وينتهي، بل لابد من خطة وسعي وعمل، ولنرجع الى أول ركن من أركان الإسلام هو الشهادتين، وتحقيق شهادة أن محمدا رسول الله تتم بأمور: تصديقه فيما أخبر، طاعته فيما أمر، اجتناب ما عنه نهى وزجر، وألا يعبد الله إلا بما شرع.
فلابد من نصرة النبي بحق، نصرة ترفع الأمة وتعيد أمجادها.
ونصرة النبي تكون بأمور:
الأول: تلاوة القرءان وتدبره والعمل به، والقرءان معجز من وجوه كثيرة:
الإعجاز البياني: كل آية تحققت فيها الفصاحة والبلاغة، في أبهى صورة وأعلاها، وقد أعجز الثقلين أن يأتوا بمثل أقصر سورة منه، قال تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}..
الإعجاز التشريعي: أن الشريعة ما تركت شاردة ولا واردة ولاشاذة ولافاذه إلا أتت به، وأنها صالحة لكل زمان ومكان، قال تعالى: " أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ".
الإعجاز الغيبي: كل ما أخبر به النبي من حوادث لم يشهدها النبي وتصدقه التوراه والإنجيل فيها، من قصص الأنبياء والمرسلين وما حصل مع أقوامهم، وكذلك إخباره بغيوب قد تحققت في حياته، وغيوب قد تحققت بعد مماته، وكذلك أخبار الفتن وفتوح أمته للبلدان المختلفه.
الإعجاز العلمي: في القرءان آيات تدل على بديع صنع الله في خلق السماوات والأرض، والبحار والأشجار، قال تعالى: "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ"، وأيضا أسرار النفس البشرية مما أعجز عن الإحاطة بما فيه، قال تعالى: "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ".
لله في الآفــاق آيــات لعل*** اقلهـا هو مـا إلـيه هـــداك
ولعل مـا في النفس من آيـاته *** عجبـا عجـاب لو ترى عينــاك
والكـون مشحون بأسـرار اذا*** حـاولت تفسـير لهـا أعـــياك
الثاني: دراسة سيرة النبي، والوقوف عند الحوادث موقف المستفيد من الحِكَم والعِبَر، ومحاولة ربطها بحياتنا وواقعنا، والنظر لما بها من الأخلاق والشمائل: والتخلق بها، فمن نظر فيها ولكمالها علم أنها لاتكون إلا لنبي، فقد أسخى الناس يدًا يعطي عطاء من لايخشى الفاقة، وأوسع الناس حلمًا، يحلم على من جهل عليه، ولايزده جهل الجاهلين إلا أخذًا بالعفو وأمرًا بالمعروف، وأعظم الناس تواضعًا، وأعف الناس لسانًا وأوضحهم بيانًا، عصم من النقائص والهفوات.
خُلقتَ مُبرءًا من كل عيب *** كأنك قد خُلقت كما تشاء
وكذلك آيات صدقه وبركته الحسية والمعنوية: تكثير الطعام، نبع الماء من تحت أصابعه، شفاءه المرضى بالنفث والرقى، حمايه الله له رغم كثرة أعداءه.
الثالث: تعلم العلم الشرعي، والإقتداء بالنبي في العبادات كالصلاة: "صلوا كما رأيتموني أصلي"، والحج والصيام، وفي المعاملات: بأن نتعلم كيفية البيع والشراء، وما هي المعاملات الربوية أو المخالفة للشرع لاجتنابها، وكذلك في باب الحدود وتطبيق شرع الله بحسب الإستطاعه، قال تعالى: "لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا".
ويتضمن ذلك: البعد عن الإستهزاء بسنته، والقول أنها لاتناسب العصر، قال تعالى: "وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ".
الرابع: حفظ سنته، ودراستها، واستحضار ما تضمنته من التعاليم والأحكام والأخلاق، واتباع سنته، لأن السنة موضحة للقرءان متممة له، قال تعالى: " وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ".
ويتضمن ذلك: الفرح بظهور سنته، ونشر الخير والرحمه للناس جميعًا.
قال تعالى: "قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ".
ومن ذلك: الحزن لاختفاء بعض من سنته، وهجرها ففي هجر السنة فقد الهداية والرحمة، والحزن لانتشار البدع، لأنها من المصائب العظيمة، قال تعالى: " فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ"، والواجب علينا نشر السنة وتبيينها للناس، وقمع البدع والتحذير منها.
الخامس: التعبد لله بعزو كل هداية وفضل ونعمه الى الله ثم إلى النبي لأنه مبلغ عن الله، وهو الواسطة بيننا وبين الله، فالنبي سبب لوصول الدين إلينا، وأكمل الله به الدين، وبلغ أتم البلاغ وأوفاه، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين من ربه، فجزاه الله عنا خير ما جزى نبي عن أمته.
قال تعالى: "كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ".
والنبي أرأف وأرحم وأحرص الناس على أمته، ومن رحمته: "أنه ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا، قال تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ}
السادس: محبته أكثر من أنفسنا ومن الولد والوالد والناس أجمعين، قال النبي: "لايؤمن احدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين".
وقال عبدالله بن هشام كُنَّا مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو آخِذٌ بيَدِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، فَقالَ له عُمَرُ: يا رَسولَ اللَّهِ، لَأَنْتَ أحَبُّ إلَيَّ مِن كُلِّ شيءٍ إلَّا مِن نَفْسِي، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لَا، والذي نَفْسِي بيَدِهِ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْكَ مِن نَفْسِكَ فَقالَ له عُمَرُ: فإنَّه الآنَ، واللَّهِ، لَأَنْتَ أحَبُّ إلَيَّ مِن نَفْسِي، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: الآنَ يا عُمَرُ.
وحتى تكون محبتنا للنبي صادقة، لابد من اختبار هذه المحبة بآية الإختبار والإمتحان قال تعالى: "قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ"
قال الحسن: قال أقوامٌ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا محمد، إنا لنحب ربنا! فأنـزل الله جل وعز بذلك قرآنًا: " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم "، فجعل الله اتباع نبيه محمد صلى الله عليه وسلم علمًا لحبه، وعذاب من خالفه.
ومنها: التأدب مع النبي ومع سنته، اذا سمعت حديث النبي تأدب معه، وانقد اليه واعمل بما فيه إن كان أمرًا، وصدقه إن كان خبرا.
ومنها: محبة أهل بيته من أزواجه وذريته، وقد قال أبوبكر: "والذي نفسي بيده، لقرابة رسول الله أحب إليَّ أن أصل من قرابتي".
عمر بن الخطاب حين تزوج أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، قال: ألا تهنئوني؟، قال سمعت رسول الله يقول: "كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي".
ومنها: محبة أصحاب النبي وتوقيرهم واعتقاد فضلهم على من جاء بعدهم.
قال تعالى: "وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلْأَوَّلُونَ مِنَ ٱلْمُهَٰجِرِينَ وَٱلْأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحْسَٰنٍۢ رَّضِىَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّٰتٍۢ تَجْرِى تَحْتَهَا ٱلْأَنْهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ"
ومنها: محبة العلماء لمكانتهم وصلتهم بمكان النبي، فالعلماء ورثة الأنبياء.
السابع: الدفاع عن النبي ومناصرته، وحماية مقامه من كل أذى وسوء، قال تعالى: " فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْـزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ".
التعزير هو الإجلال والتعظيم.
ومن ذلك: بغض كل مظهر للعداوة للنبي وبيان شره وعواره.
ومن ذلك: المقاطعة لمنتجاتهم اذا ثبت أنها تضعفهم وتؤثر فيهم اقتصاديا، وتبين عدم موالاتهم، وذلك لأن اضعافهم دين وجهاد وسبب لنصرة المسلمين.
الثامن: الحرص على الصلاة على النبي كلما ذكر، وبعد الآذان، ويوم الجمعة، قال تعالى: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"
وقال النبي: "من صلى عليّ واحدة، صلى الله عليه بها عشر صلوات، وحط عنه عشر خطيئات، ورفع له عشر درجات".
بل إن من تكاسل عن الصلاة عليه فهذا من البخل، قال النبي: "البخيل من ذكرت عنده فلم يصل عليَّ".
التاسع: تربية الأبناء على محبة النبي، والإقتداء به في أخلاقه وأقواله وأفعاله، وتعليمهم سيرته، وسنته، بكل وسيلة، كالحكايات الطيبة بين أفراد الأسرة، وبأفلام الكرتون التي توضح حياته، وبالمسابقات، وبالمعاملة وتخلق الوالدين بأخلاق النبي وربط ذلك بالسنة وكذلك في طريقة الأكل والشرب والمشي، وكذلك حفظ الأبناء للأذكار، وتعويد الأولاد على استخدام الامثال النبوية في الحديث، " مثل الجليس الصالح والجليس السوء .."، "مثل المؤمن الذي يقرأ القرءان كالأترجة، وكذلك الحكم النبوية كقول النبي: "لايلدغ المؤمن من جحر مرتين".
العاشر: ترجمة السيرة النبوية، ونشرها ونشر أخلاق النبي وشيمه، وازالة الصورة الشنيعة التي يحاولون تصوير النبي بها.
ونختم بالكلام عن بدعة الإحتفال بالمولد النبوي.
معنى الإحتفال بالمولد النبوي: الاجتماع من اظهار السرور والفرح والتوسعة وإظهار الفرح.
أول من أحدث هذه البدعة:
العبيديون، تحت اسم تعظيم النبي.
حكم الإحتفال به:
بدعة، وذلك لأن الإحتفال بالعيد عبادة، والعبادة توقيفية تتوقف على ما جاء في كتاب الله وسنة النبي.
الله سبحانه يقول: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ [الشورى:21].
عن عائشة رضي الله عنها: قال النبي: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد
وهل يعقل أن النبي لايرشد الأمة الى تعظيمه وتعظيم يوم مولده، ولايفعل ذلك هو وصحابته والتابعين من بعدهم؟؟!!.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أنه قال : « كان لأهل المدينة في الجاهلية يومان من كل سنة يلعبون فيهما، فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم: قال : كان لكم يومان تلعبون فيهما، وقد أبدلكم الله بهما خيرا منهما: يوم الفطر ، ويوم النحر»
من آداب العيد عندنا أهل الإسلام:
أداء الصلاة قبل الخطبة: عن ابن عمر رضي الله عنهما: « أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر كانوا يصلون العيدين قبل الخطبة
وما سمعنا أن النبي صلى صلاة العيد يوم مولده.
الأكل والشرب في يوم العيد، ويحرم الصيام فيه: عن موسى بن علي عن أبيه أنه سمع عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن يوم عرفة ، ويوم النحر ، وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب.
النبي كان يصوم يوم مولده، حديث: أنه سئل عن صوم يوم الإثنين؟ فقال: ذلك يوم ولدت فيه وبعثت فيه
التكبير يوم العيد: قال تعالى: وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"
ولنعلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم منصور لا محالة، لكن أنت المخذول إن تخلفت عن نصرته، فافعل ما بوسعك قال تعالى:" فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه، ونكون خير خلف لخير سلف.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد الا إله إلا أنت، أستغفرك واتوب إليك.
د. أم مارية الآثرية "آلاء ممدوح محمود"